الإعلام

حياكة النول: جاءت من حمص واشتهرت في زوق مكايل والإنقراض يتهددها

بقلم الشهرية - monthlymagazine.com | - آخر تعديل :

français |  English

مارس اللبنانيون الكثير من الحرف والأشغال اليدوية لكنّ معظمها انقرض على مرّ الأيام وتبدلِ الأزمان، ومنها حرفة الحياكة على النول.

أصل النول

تعتبر الحياكة من أقدم المهن في التاريخ البشري وقد دلّت الإكتشافات على وجود النول في فينيقيا قبل 3 آلاف سنة قبل الميلاد، والنول متجذِّر في تاريخ لبنان وموجود في كل بيت لبناني. ويُجمع المؤرخون على أنّ النول العربي التقليدي دخل إلى لبنان، في العصر الحديث وتحديداً إلى دير القمر وذوق مكايل من مدينة حمص السورية في أوائل القرن التاسع عشر. ولكن النول على الولاب الخشبي لم يكن معروفاً قبل القرن العاشر أو الحادي عشر ميلادي.

تركيبة النول

يُقسم النول إلى قسمين : دولاب ونول

  1. الدولاب :
    يضم دولاباً خشبياً يُدار بمسكة للف الخيطان على الطيّارة، والطيّارة هي قفص مستدير يلف عليه الخيط ثم "يُكب" عنها ليلف على مواسير (عقد قصب).
  2. النول :

وهو يتألف من عدة أقسام وهي :

  • الغواريز وعددها ستة، أربعة منها للسقالة واثنان مثبتان عند غاروزَي السقالة الخلفيين لحمل المطواية التي بينهما
  • والمطواية هي خشبة مستديرة بشكل محدلة مفروزة من الوسط وقد صُفت في الفرزة أخشاب صغيرة تسمى “بيابير”
  • البيابير : للإمساك بالخيوط أثناء الحياكة، يُلف على هذه المطواية القماش المحوك وهي مثقوبة بشكل “مصالب” معاكس لتركيز “الزيار” المخصص لشد القماش
  • والغواريز الأربعة الباقية مخصصة لحمل الأكتاف (الجسور) والمكلّفة التي تحمل خيطان السدوة (السدة) أي خيطان الطول مع الجازر (قدة خشب)
  • و”الحتية” وهي حلقة مربوطة بالحائط أو بالأرض
  • الكتفان وقد وُضع على كلٍّ منهما قطعة خشبية مسنّنة تسمى “الدراج” لحمل الدف وتثبيت حركته
  • الدف وهو خشبة ثقيلة متحركة يُدق بها القماش بعد كل مرة ويضاف فيها خيط من الخيوط المنسوجة بالعرض
  • السيفان وهما قطعتان من الخشب معلقتان “بالدراج” لحمل المشط من أجل ضبط الحياكة وهما متصلان بالدف
  • الرمح، قطعة خشبية تصل بين السيفين ومركزة على الدراج
  • السجق : عصا مبرومة، مكانها بين النير والدف لتثبيت المشط الذي هو عبارة عن خشبة مسنّنة لتثبيت الخيطان
  • النير : عبارة عن قطعتين خشبيتين يصل بينهما صف من الخيوط تمر به خطوط السدود
  • الفقاسات : أخشاب معلقة بحلقات تسمح للنير بالتحرك
  • الفرس : خشبة معلقة بالسقف لحمل النير المعلق بالفقاسات
  • الرياحات : قطعتا حبل جُدلت كلّ قطعة منهما على نفسها
  • “الزيار” : غالباً ما يكون عظمة عنز وقد وُضعت إلى يمين الحائك وشماله لشد السيفين والرمح
  • المتيت : نقّالة توضع فوق القماش المحوك للمحافظة على استوائه
  • الميزان : خشبة توضع تحت الحائك للمحافظة على نظافة العمل
  • الزركون : لوحة خشبية يجلس عليها الحائك

الواقع الحالي

انتشر كما أسلفنا النول في لبنان خصوصاً منذ أواسط القرن التاسع عشر لكنه اليوم يكاد يكون منقرضاً. ففي بلدة الزوق التي انتشر فيها في الماضي أكثر من 300 نول لم يبق منها اليوم إلا 6 أنوال، من أبرزها ما يملكه أنطوان سعادة الذي يعمل في هذه الحرفة منذ أكثر من 60 سنة، وكان ورثها عن عائلته التي تزاولها منذ أكثر من 100 سنة وقد قام في حياته بتعليم نحو 50 شخصاً وتدريبهم على هذه الحرفة.

مشاكل النول

المشكلة الأساسية التي تواجه هذه الحرفة هي ارتفاع كلفتها وبالتالي ارتفاع سعرها، وعدم توفر أسواق لبيع الإنتاج، فحياكة الصوف لا تجد روّاجاً. أما سعر كيلو الحرير فقد وصل إلى 100 دولار (وهو مستورد من سورية).

يتركز إنتاج النول حالياً على العباءات ويستغرق إنجاز كل عباءة ما بين 20-30 يوماً وتصل كلفتها إلى نحو 700 دولار أميركي وهي كلفة مرتفعة، وليست بمتناول فئات كبيرة سواء في لبنان أو الخارج.

حرفة لبنانية عريقة وجميلة في طريقها إلى الإنقراض.